جاءت تذكر بالماضي فقلت لها منسٍ وما عاد في الذكرى له أثرُ |
قالت أتمحو يد الأيام ما نقشت وكيف يُمحى الذي في القلب ينحفر |
قلت الزمان كفيلٌ في تقلبه بذاك والقلب لا صخرٌ ولا حجرُ |
قالت فأنى لبذراتٍ وقد طمرت أن لا يصير لها فرعٌ ولا ثمرُ |
قلت السنون على أرحامها عبرت جدبى وما زارها قطرٌ ولا مطرُ |
قالت فهل ينمحي صرحٌ لمملكةٍ وليس يتلوه في تاريخها خبرُ |
قلت الصروح بلا أسٍ مهلهلةٌ يُأتى عليها وكالأحلام تندثرُ |
قالت فهل توقفن السيل عاتية ٌوالأرض غناء والقطرات تنهمرُ |
قلت الجلاميد من قهرٍ ومن كمدٍ ومايفيض فوادي الجهل ينحدرُ |
قالت فهل ينسين الدهر من زللٍ عيش الجنان وفجراً ساسه القدرُ |
قلت القرون على الفردوس منسية ٌبلحظةٍ تمحو الذكرى لها سقرُ |
قالت فللحب شمسُ ليس يطفئه اقيد الإثارات أو يرقى لها نظرُ |
قلت الغيوم غيوم القهر تحجبه اوالليل يأتي فيرتاد السما قمرُ |
قالت أطول الذي عشناه يجهضه بؤس الهنيهات والأوهام والكبرُ |
قلت الهنيهات أعوامٌ مطولة ٌماقبلها نعته التقصير والقصرُ |
قالت فللحب سلطانٌ إذا طُرقت أبوابه وارتجى سكانه عذروا |
قلت العفوّ الذي يعفو على مضضٍ يُرجى ولا عفو في شرعي لمن غدروا |
قالت فللحب سلطانٌ يسوّده لولاه ماألحدوا قومٌ ولاعقروا |
قلت الذي كان آياتٌ فلا تلجي أبوابها إنها في كلها عبرُ |
قالت فهل لي إلى صرح الهوى سببٌ إني على هذه الأسوار أنتحرُ |
قلت القضاء قضاء الله فاصطبري فإنما تحمد العقبى لمن صبروا |
قالت أحبك فاغفر لي فمثلك من يعفو ومثلي الذي يهفو ويعتذر |
قلت الطريق إلى قلبي مصدعة ٌوكل جدوى إلى محرابه هدرُ |
قالت أحبك فاغفر لي فمثلك من يعفون عن كبوة الجهال إن قدروا |
قلت ادخلي قلبي المقهور فالتمسي حبا فما عاد من حبي لكِ أثرُ |
قالت وقلت وقالت في معيتنا منازل العهد والأحلام والفكرُ |
الشاهدات على حب قد انفرطت حباته بالذي أبطاله خسروا |
أبدت من الحب نا أبدت فما فعلت فعل الحريق الذي في القلب يستعرُ |
وحاورتني بدمعٍ لا مثيل له مثل القنابل فوق الأرض ينهمرُ |
خلفتها طفلةً تبكي وما شعرت بغصتي لا ولا أهل الهوى شعروا |
خلفتها طفلةً تبكي وما عرفت أن الفؤاد لهذا الدمع ينفطرُ |